.
في بيت أحمد بن خليفة كان مايد يحس انه قلبه بيتفتت من الوناسة في كل مرة يشوف فيها شمسة تبطل حلجها.. أو تبتسم له.. أو تثاوب.. أو تحرك عيونها.. أو .. بكل بسطاة كان متخبل على كل حركاتها.. ورغم انها كانت راقدة بس مايد تعمد يشلها من سريرها عشان تنش ويلاعبها.. ويوم يت يدوتها قال لها بكل براءة: "يوم دشيت الغرفة شفتها واعية !"
أم أحمد: " ييبها عنك انا بشلها وبرقدها.."
مايد: " لا لا .. يدوه انتي تعبانة خليها عندي والله اعرف اشلها.."
أم أحمد: " حط إيدك تحت راسها !!.. ميود بتعق البنية.."
مايد (وهو يحط إيده تحت راسها): " أعرف انه لازم احط ايدي هني. . يدوه لا تحاتين والله ما بسوي بها شي.."
مدت له أم أحمد ايدها وقالت : " عطني اياها ميود لا تصدع بي.."
مايد (وهو مبوز ويعطي يدوته الياهل): " اللي يشوفج يقول باكلها!!"
خذتها ام احمد وشلتها بعناية وبطريقة تنم عن الخبرة والحنان وتم مايد يطالعها بطرف عينه وهو مغيض ويتبعها للصالة ويتحرطم..
مايد: " يعني انا كنت شالنها جي.. ليش خذتيها عني..؟"
أم أحمد: " ما تعرف تشلها انته بطيح عنك.. "
مايد: "قولي انج بس تبين تشلينها.."
ما سمعته أم أحمد زين والتفتت له وسألته: "شو؟؟"
مايد: " ماشي ماشي.."
خالد كان يالس يلعب بالقطار في الصالة ومركب سكة الحديد ويطالع القطار اللي يدور بسرعة ومايد يوم شافه قال له: " خلوود.. تعال شوف خطيبتك اليوم محلوة بزيادة.."
خالد (يطالعه باحتقار): " منو خطيبتي؟"
أشر مايد على شمسة وغمز لخالد اللي عصب وقال: "هاي خطيبتك انته .. أنا ما اداني البنات.. !!"
مايد: "ما يستوي تكون خطيبتي لأنها ياهل.. وايد اصغر عني.. بس انته تصلح لك.."
عاد هني خالد صدق عصب وبند القطار بعصبية ولم اغراضه عشان يسير فوق يلعب في غرفته في غرفته.. ويوم تأكد انه وصل للدري واستوى بعيد عن مايد قال بصوت عالي: " انته خطيبتك علاية.. وبتتزوجها بعد!!!"
مايد انصدم وسوى حركه انه بيفره بشي وخالد وحليله ركض بسرعه فوق ..ويلس مايد يضحك وهو مستغرب منه.. حتى اليهال يفكرون بهالشغلات؟ ويلس ع القنفة حذال يدوته اللي كانت ترمس شمسة بحنان واستغل مايد فرصة انه اليهال مب موجودين في الصالة وسألها: " يدوه؟؟ عمي طلق ياسمين؟"
أم أحمد ما كانت بتخبره قبل بس عقب قالت ليش؟ مايد ريال وما فيها شي لو عرف.. وردت عليه وهي تطالع شمسة وقالت: " سهيل قال انه طلقها.. حسبي الله عليها.. كل اللي استوى بعمك بسبتها هاذي"
مايد: " مع انها طيبة.. ليش طلقها؟"
أم أحمد (بعصبية): " شدراك انته فيها طيبة ولا لاء؟ ما تشوفها شو سوت بعمك؟؟ من يوم خذاها ونحن ما نجوفه الا مرة في الشهر.. منعته عنا ويوم شبعت من بيزاته اتطلقت.. ويابت لعمك المرض"
مايد (بحزن): " الله يشفيه ان شاء الله.."
أم أحمد: "الله يسمع منك يا ولدي.."
حس مايد انه يدوته ردت تفكر بحالة عبدالله وخاف انها ترد تظايج عشان جي حاول يشل عنها شمسة عشان يشغلها وهي على طول ضربته على ايده وهي تضحك: " اسميك ما تتعب.. ولا تيوز.. شو تبا بالبنية؟؟"
مايد: "أحبها والله احبها يدوه.. خلاص شموس خطيبتي انا من الحين متخبل عليها.. عطيني اياها يدووه شوي بس بشلها.. شوي.. ثوااااني.."
ابتسمت ام احمد وعطته البنية لأنه صدق غمظها.. ومايد شلها بكل حذر وحاول يقلد يدوته في الطريقة اللي كانت شالتنها فيها.. وتم واقف وياها يبتسم لها بحنان ويهمس لها بكلمات دلع وهي تطالعه بذهول وانبهار.. ويدوته يالسة تطالعهم وتبتسم لهم بحنان
وكان هذا هو المشهد اللي شافته عليا أول ما دشت الصالة عشان تودعهم قبل لا ترد بوظبي.. ومن شافت مايد حست بقلبها يطلع من بين ظلوعها ويطير صوبه.. كان شكله صدق يخبل وهو ميود الياهل ومشت علايه صوبه ببطئ وهي تتفداه في داخلها .. ويوم وصلت لأم أحمد سلمت عليها باهتمام مبالغ فيه عشان مايد ينعجب بشخصيتها .. وعقب ما حبت ام احمد على ايدها وراسها ويلست ساعة تسألها عن صحتها واخبارها.. التفتت لمايد ببرود وقالت له: "شحالك مايد؟"
مايد (اللي كان طول الوقت يطالعها ويبتسم): " بخير الحمدلله انتي شحالج علاية؟"
علاية: "الحمدلله بخير.."
مايد (بخبث): " عيل ما رديتي بوظبي.. ولا ما ابتدت الدراسة عندكم هناك؟"
علاية وهي تيلس حذال ام احمد: "امبلى ابتدت بس محد يداوم اول يوم .. عشان جي ما سرت.. بروح الساعة تسع امايه بتي ويا الدريول وقلت لازم آي اسلم عليكم قبل لا اسير.."
أم أحمد: " فيج الخير حبيبتي.. بقوم اخلى البشاكير اييبون الفالة.."
علاية ابتسمت لها ولا قالت لها انها ما تبا شي .. كانت تباها تنش وتخليها روحها ويا مايد بس مايد خيب أملها وقال: "ايلسي يدوه ايلسي أنا بسير لهن.. "
بس قبل لا يرد شمسة على يدوته قالت عليا: "لا لا والله مابا شي.. لا اتعبون عماركم.. "
أم أحمد: "مايستوي فديتج.."
عليا (وهي تبتسم غصبن عنها): "خالوه انا مب غريبة.. ما يحتاي اتييبون لي شي."
أم أحمد: " شحالها يدوتج؟ اتصلت بي العصر وقالت بتيني وخلتني أرد من المستشفى ولا يت.."
عليا: " هيه يدوه قالت لي اخبرج انها بتمر عليج عقب شوي.."
أم أحمد: " وليش ما يت وياج؟"
عليا: "سارت تودي مزنه بيتهم.. وعقب بتي هني.."
هني رن التيلفون وشلته أم أحمد ويلست ترمس ويا اللي كانت متصلة بها.. وعليا استغلت الفرصة عشان ترمس مايد.. خلاص هاي فرصتها الأخيرة لأنها ما بتشوفه إلا في إجازة الصيف.. وطول الأسبوع اللي طاف وهي مزروعة هني في بيتهم من العصر وتتمنى تشوفه بس للأسف كان مايد دوم في المستشفى ويا عمه عبدالله.. وكانت عليا تضطر تيلس ويا ليلى واليهال وتحارب لحظات الملل الطويلة اللي كانت تمر عليها.. والحين كانت مب مستعدة تضيع فرصتها الأخيرة في التأثير على مايد اللي كان واضح جدا انه يموت في هالياهل اللي بين يديه.. عشان جي، ورغم إنها ما أبدت أي اهتمام بشمسة من قبل، إلا انها الحين مدت ايدها لمايد عشان تاخذها عنه وعيونها ونظراتها تقطر حنان وحب لشمسة.. وقالت له: " فدييتها والله خاطري اشلها .. عادي ؟"
مايد (وهو مستانس من اهتمامها بشمسة): "أكيد عادي.. بس لازم تيودينها عدل. إنتي تعرفين اتشلين اليهال؟"
عليا: "هييه اكيد اعرف.. أنا اصلا وايد احب اليهال.. "
عطاها مايد الياهل وتمت تلاعبها وتسوي لها حركات وتتفداها ومايد يطالعهم وهو مستانس.. وحس انه عليا كبرت في عينه وايد.. يحب البنية اللي تهتم باليهال مثل اخته ليلى ويحس انه اللي ما تحب اليهال تكون مشاعرها باردة ويا كل الناس.. وعليا كانت تعرف انه مايد مستانس عليها عشان جي كانت تبالغ بحركاتها ويا شمسة وكل شوي تتفداها.. وعقب دقيقة نش مايد وقال لها: " ياللا عيل علاية.. خلينا نشوفج دوم.. لا تقطعينا.."
عليا (برعب): "وين؟ وين بتسير؟"
مايد: "بسير ارقد.. تعبان وايد وباجر ورايه مدرسة.."
عليا (وويهها معتفس): "بس.. "
اطالعها مايد وهو يترياها تكمل جملتها بس علاية سكتت وابتسمت له بحزن وهي تقول: " خلاص.. نتلاقى على خير ان شاء الله.."
مايد: "إن شاء الله.."
مشى مايد وهو ساير صوب الدري وتمت عليا تطالعه بحزن لين اختفى عن انظارها وردت تطالع ام احمد اللي كانت تسولف في التيلفون وقالت لها: "خالوه.. خالوه.."
أم أحمد: " هلا حبيبتي.."
عليا: "أانا بروح الحين.. "
أم أحمد: "ألو.. ظبية بتصل بج عقب.. زين غناتي؟.. ياللا فمان الله.."
بندت أم أحمد التيلفون وشلت الياهل عن عليا وسلمت عليها ع السريع وعقبها روحت عليا عنهم وهي حاسة بالاحباط..
.
.
.
في المستشفى كانت ليلى يالسة عند عمها عبدالله وموزة واقفة حذالها تطالع ربيعتها بحزن.. والممرضة كانت ياية تطمن عليه وتكتب تقريرها اليومي عن حالته وعقب ما خلصت وطلعت قالت ليلى: " موزة ييبي لج الكرسي اللي هناك وايلسي.."
سارت موزة ويابت الكرسي ويلست حذا ربيعتها.. كانت موزة تتجنب تطالع عبدالله لأنها شايفتنه من قبل أكثر من مرة ويا ابوها وحز في خاطرها تشوفه على هالحالة.. وكانت تتمنى تطلع من الغرفة وتتريا ليلى برى بس كانت تعرف انه ليلى تباها اتم وياها وما رامت تخذلها في هاللحظة..
اطالعت ليلى عمها بحنان وقالت : " فديت روحه.. والله مستعدة أضحي بعمري كله بس يبطل عيونه الحين.."
موزة (وعيونها تدمع من تحت النقاب): "إن شاء الله بينش وبيرد لكم شرات أول وأحسن.."
ليلى (وهي تبتسم لها): "الله يسمع منج غناتي"
كانت موزة مستغربة من قوة ليلى اللي تخليها تبتسم وهي تشوف عمها جي.. واطالعتها باستغراب وليلى ردت عليها وقالت لها بهمس: " ادري.. مستغربة لأني كنت اصيح في البيت وهني لاء.. ما ادري .. يوم شفت عمي وايد ارتحت.. حسيت بتفاؤل.. وانه أكيد بيخف وبيطلع من الغيبوبة.. جوفي ملامحه كيف هادية .. والممرضة توها قالت انه حالته مستقرة.. اممم ما ادري. بس حاسة بتفاؤل.."
ابتسمت لها موزة ورصت على ايدها وقالت: " تفائلي حبيبتي لأنه هذا اللي بيستوي.. وعمج كلها يومين بالكثير وبتشوفينه عندكم في البيت.."
ليلى: " تدرين ؟ من يوم كنت صغيرة وانا مرتبطة بعمي بشكل كبير.. معزته في قلبي من نفس معزة أبويه الله يرحمه.. وكنت دوم احس فيه يوم يكون ظايج ويوم يكون فرحان.. من دون ما يقول هالشي اعرف اللي في داخله على طول.. بس بعد احس اني خذلته.. واني ابتعدت عنه وايد في الفترة الاخيرة.. "
موزة: "ليلى لا تقولين جي.."
ليلى: "امبلى موزووه.. كنت اروم أزوره ع الأقل .. عمي اعرفه بيصارحني بكل همومه.. بس انا تخليت عنه.. قلت انه عنده ياسمين وهي بتهتم به.. وانه دورنا نحن انتهى خلاص.. في الفترة الاخيرة اعتبرت انه حبي له واهتمامي به واجب ونقلته لياسمين عقب ما تزوجته.. بس الحين اكتشفت اني كنت غلطانة يا موزة.. واني كنت وحدة من اللي تسببوا له بالانهيار.."
موزة: "حرام عليج يا ليلى..! ليش تلومين نفسج على شي انتي ما تدخلتي فيه؟"
ليلى: "وايد حاسة بالذنب.. وبحاول قد ما اقدر اني اعوض عن هالتقصير.. " ونشت وسارت صوب عمها وقالت له: "عمي فديتك لا تحاتي شمسة.. تراها في عيوني.. انته بس شد حيلك وخف ورد لنا عشان تكتمل فرحتنا "
في هاللحظة تبطل باب غرفة عبدالله وكان سهيل عند الباب ووياه مبارك.. بس يوم شافوا ليلى وموزة داخل ردوا صكوا الباب.. وتموا واقفين برى .. وموزة أول ما شافتهم بطلت عيونها ع الاخر وقالت لليلى بهمس: "ليلوووه مبارك مبارك.."
ليلى (وهي تتغشى): " هو اللي كان ويا ابوج؟ ما انتبهت له.."
موزة (وهي حاطة ايدها على قلبها): "هييه هو اللي كان وياه.. ليلوه ما ابا اطلع من هني.. أخاف امر حذاله ويتوقف قلبي..!!"
ليلى: " موزووه اثقلي.. شو ياج..؟؟"
موزة: " اوكى اوكى.. بس ليلوه هذا مبارك!!"
ليلى: "مبارك اللي اتفقنا ننساه!! صح؟"
موزة: "افففففففف"
تقربت ليلى من عمها وباسته على يبهته وعلى خشمه وايده.. ومسحت على شعره بحنان وطلعت ويا موزة وهي متغشية وعند الباب سلمت هي على سهيل ومبارك كان واقف بعيد عنهم بس يسمعهم بسبب صدى الصوت في الممر..
سهيل عقب ما سلمت عليه ليلى سألها: " طمنيني على عمج.."
ليلى: "بعده على حالته.. بس إن شاء الله خير.. نحن إيماننا بالله قوي.. "
سهيل: "ان شاء الله بيقوم بالسلامة وبيرد شرات اول واحسن.. ليلى انا بييج البيت عقب صلاة العشا عندي موضوع برمسج فيه.. وانتي يا موزة تمي وياها وانا بردج البيت.."
موزة: " ان شاء الله ابويه.."
التفتت ليلى ومشت عن سهيل هي وموزة وما صدت صوب مبارك اللي كان واقف بذهول في طرف الممر.. يطالع الفراغ اللي جدامه وهو يحس بقلبه بينفجر من كثر ما يدق بعنف..
يوم بطل سهيل الباب قبل شوي شاف مبارك ويه ليلى وكانت هاي هي صدمته الأولى.. أنه الملاك اللي سلب تفكيره قبل شهور في المعرض موجود هني في غرفة عبدالله..
والحين !!
الصدمة الثانية.. والأقوى بالنسبة لمبارك كانت انه هالملاك هي نفسها بنت اخو عبدالله.. بنت احمد بن خليفه.. اللي تسبب مبارك بموته هو ومرته قبل أربع سنوات..
هالملاك اللي اسمه ليلى .. واللي حرك المشاعر المتجمدة في قلب مبارك هي أكثر انسانة تكرهه في هالدنيا.. هي الانسانة اللي تتمنى لو انه هو اللي مات في الحادث هذاك اليوم بدل لا تموت امها وابوها..
هي الانسانة اللي مستحيل تحبه..
ومستحيل تكون له..